كلمة معالي وزير الزراعة

النخلة والإنسان الموريتاني رفيقان منذ أكثر من عشرة قرون، حسب بعض الدراسات التاريخية كذكر المؤرخ أبي عبيد الله البكري الأندلسي لوجود أكثر من عشرين ألف نخلة حول حصن مدينة آزوكي التاريخية، وكان من مسمياتها "عاصمة النخيل المقدس".

ولمعرفتهم العميقة بالقرآن الكريم والسيرة النبوية المطهرة، يُنزل الموريتانيون النخلة منزلة سامية ويستحضرونها في كل مناح الحياة اليومية وللموريتانيين في عشقهم للنخيل ولثمره عادات وأفراح تواكب التمر طلْعًا فخلالا ثم بسراً حتى يستويَ رُطبا جَنياً كامل النمو.

وتصل هذه الطقوس والاحتفاليات ذروتها خلال موسم التمور المعروف محليا ب"الكيطنة" ولا يقتصر موسم "الكيطنة" على التمتع بحصاد باسقات النخيل وطلعها النضيد، وإنما يشمل أيضا فعاليات ثقافية متنوعة كليالي المديح النبوي ومسابقات الرماية التقليدية وسباق الهجن وعدد من الألعاب التقليدية الموازية.

وعلى الرغم من الهشاشة التي تطبع الأنظمة البيئية الواحاتية، تشكل زراعة النخيل محورا هاما في الأنظمة الزراعية الموريتانية، وتلعب دورا بارزا في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير سبل العيش الكريم واللائق لسكان مناطق الواحات حيث تقدر مساحة الواحات في بلادنا ب 12000 هكتار تتوزع بين ولايات آدرار وتكانت ولعصابة والحوضين، وتضم 2،6 مليون نخلة، تنتج سنويا قرابة 24 ألف طن من التمور.

وفى نطاق رؤيته السديدة لتنويع ورفع إنتاجية الاقتصاد الموريتاني، كلف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حكومة معالي الوزير الأول المهندس محمد بلال مسعود برسم وتنفيذ خطة وطنية متكاملة للنهوض بقطاع الزراعة وتندرج الجهود الرامية إلى تنمية وتطوير الواحات ضمن هذه الخطة حيث يتم التركيز في شعبة التمور على حماية الواحات وتنوعها البيولوجي ونظامها البيئي الفريد من خلال:

  1. إنشاء البني التحتية الضرورية خصوصا في مجال الري
  2. إدخال التقنيات الزراعية الحديثة لرفع مستوى المردودية وجعل زراعة النخيل نشاطا اقتصاديا مدرا للدخل
  3. ترقية شعبة التمور عبر فتح فرص لتبادل الخبرات بين مزارعي الواحات على المستوين الوطني والدولي.

في هذا الإطار، اعتمد قطاعنا تنظيم مهرجان دولي للتمور الموريتانية بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي ستقام نسخته الثانية هذه السنة في مدينة أطار-عاصمة الواحات-بولاية آدرار وفي مقدمة أهداف هذا المهرجان؛ المحافظة على الموروث الثقافي الواحاتي، والنهوض بشعبة التمور الموريتانية حتى تتبوأ مكانتها اللائقة في أسواق التمور العربية والعالمية.

ونحن واثقون من أن تنظيم هذا المهرجان سيمكن من الاستفادة من التجربة الطويلة والخبرات المتراكمة لدى مؤسسة جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي في مجال ترقية التمور اعتمادا على سلسلة المهرجانات المماثلة في بعض الدول العربية، والتي مكنت من إبراز خصوصية التمور في كل بلد، ومن الندوات العلمية المصاحبة حول نخيل التمر وتصنيع التمور لتشجيع المنتجين لاعتماد الممارسات الزراعية الجيدة واستخدام نظم الري الحديثة.

ونتطلع إلى أن يشكل المهرجان أيضا فرصة للتعريف بأهم أصناف التمور الموريتانية والترويج لها في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، وتوثيق الروابط وتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين منتجي ومصنعي التمور من داخل وخارج موريتانيا.

أمم ولد بيات
وزير الزراعة بالجمهورية الإسلامية الموريتانية

المنظمون

بالتعاون مع

انضم الى القائمة البريدية للمهرجان